وزير الرياضة التونسي : العلاقات مع مصر تاريخية .. ونتطلع لتعزيز التعاون الرياضي بين البلدين
أكد كمال دقيش وزير الشباب والرياضة التونسي عمق علاقات الأخوة التي تربط بين وتونس ومصر.. لافتا إلى تميز العلاقة على المستوى السياسي ومتانة الروابط التاريخية بين البلدين .. متطلعا لتعزيز العلاقات المشتركة في مجال الرياضة خلال الفترة المقبلة.
وقال دقيش، في حوار مع موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس إن التعاون الرياضي المشترك في الأونة الأخيرة بين البلدين أقل من ذي قبل، خاصة وأن التعاون بينهما كان أكثر مدوامه وفاعلية عن الفترة الحالية.. مؤكدا سعيه لتعزيز تلك الروابط خلال الفترة المقبلة .
وقال إنه وجه دعوة إلى وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي لحضور دورة الألعاب الأفريقية الشاطئية التي تحتضن تونس النسخة الثانية منها خلال الفترة من 23 إلى 30 يونيو المقبل بمدينة الحمامات.. مضيفا:سأبحث مع أخي وصديقي أشرف صبحي، مسألة إعادة التعاون المثمر بين البلدين على مستوى الفاعليات الرياضية إلى سابق عهدها وسوف نتحدث سويا حول إمكانية برمجة العديد من اللقاءات بين تونس مصر في كافة الرياضات خلال الفترة المقبلة خاصة وأن القاسم المشترك بينها يعتني دائما بالعديد من الرياضات.
وأشار دقيش أن تلك التظاهرة الرياضية ستجمع 54 دولة من الدول الأعضاء في جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية ACNOA، إضافة إلى مشاركة أكثر من 850 رياضيا في مختلف الاختصاصات.
وحول تبعيات أحداث الشغب الجماهيري التي صاحبت مباراة فريق الترجي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري في مباراة إياب دور الثمانية من منافسات دوري أبطال أفريقيا والتي أقيمت بتونس .. قال كمال دقيش لقد اتخذنا العديد من الإجراءات عقب المباراة والتي لا تعني فقط وزارة الشباب والرياضة ولكن وزارة الداخلية التونسية أيضا، حيث تم الاتفاق بين الوزارتين على استراتيجيتين إحداهما قصيرة المدى والأخرى طويلة المدي لمنع حدوث مثل الوقائع مرة أخرى.
أوضح أن هناك العديد من الخطوات التي سيتم تطبيقها في الفترة القادمة والتي من بينها دخول الملاعب من خلال التذاكر الإليكترونية والتي ستساعد على تحديد هوية المشجع، و إجراءات أخرى كمسألة إحالة كافة دخول الجماهير الى شركات خاصة تهتم بتنظيم المناسبات الرياضية ولها دراية كافية بكيفية التعامل مع الجماهير، لافتا إلى أنه حتى بالنسبة للمحافل الثقافية فالشركات الخاصة هي التي تعتني بهذه المسائل وهي التي تقوم بكل المسائل الأمنية، معربا عن أمله في أن يتم تطبيق هذه الفكرة في الموسم القادم وهو أمر مطروح للنقاش.
و بشأن دور وزارة الرياضية التونسية لمواجهة العنف ضد الملاعب.. أكد كمال دقيش أن دور الوزارة هيكليا وليس أمنيا حيث تم الانتهاء من صيغة قانون مجابهة العنف في الملاعب وهو سيمر على البرلمان للمصادقة عليه وهو من أبرز اساسيات المنظومة الرياضية، بالإضافة إلى قانون الهياكل الرياضية والعنف والقانون الثالث يخص مسألة المراهقات.. مشددا على أن الهياكل الرياضية يجب أن تتسم بالشفافية، ويجب الابتعاد تماما عن التلاعب بالنتائج الرياضية وخاصة فيما يخص المراهنة على النتائج الرياضية والابتعاد كذلك عن العنف، لكي يكون هناك مشهدا رياضيا مرضيا ولا تشوبه هذه التلاعبات ويجب أن يكون هناك ترابط بين تلك المكونات واستراتيجية الوزارة قائمة على هذه العناصر .
وفيما يتعلق بخطة الوزارة للنهوض بالرياضة في تونس .. أكد كمال دقيش، أن توجه الوزارة كان على مدار ثلاثة عقود هو الاهتمام بالنخب بمعني أن الأموال القادمة من الحكومة تتجه للنخبة “الفرق الوطنية في كل الرياضيات” وهذا التوجه هو الصائب لأنه أعطى المفعول لان الأموال المخصصة ليست أموال طائلة وكان الهدف من خلال هذا التوجه هو الارتقاء بأحد العناصر فأما الاهتمام بالرياضة بوجه عام وهذا سيكون مكلف للغاية، وإما الاتجاه نحو النخبة وهو الأقل تكلفة ولكن له مردود إيجابي.
وأضاف أن الوزارة اختارت بالفعل بأن تراهن على النخبة وأصبح لدينا أبطال أوليمبيين مشيرا إلى أنه في اجتماعات وزراء الشباب العرب يتسألون كيف لبلد صغير لديها هذا العدد من الأبطال الاوليمبين .
وأكد وزير الرياضة التونسي، أن التوجه الجديد للوزارة سيعزز الحفاظ على مسألة الاعتناء بالنخبة لكن سنحاول تعميم ممارسة الرياضة بصف عامة لان هناك اعتبارات استراتيجية لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار كالاعتبارات الصحية والأهم هو صحة المواطن التونسي ففي الوقت الحالي هناك 84 % من أفراد الشعب التونسي لا يمارسون الرياضة أو أي نشاط بدنى وهي نسبة كبيرة جدا وهذا ما اكتشفناه أيام وباء الكورونا.
وأوضح دقيش، أنه من المبادرات الهامة التي اطلقتها الوزارة العام الماضي لحث المواطنين على أهمية الرياضة، هي اعتبار 28 مايو يوم وطني للمشي والذي شارك فيه حوالي 57 الف مواطن في النسخة الماضية ، مشيرا إلى أنه تحدث بالفعل مع وزير الرياضة المصري لتكون مبادرة عربية وليست تونسية فقط وليكون اليوم العربي للمشي وأبدى الوزير استعداده لهده المبادرة .
وردا على سؤال .. هل تعاني كرة القدم من أزمة في تونس؟ .. قال وزير الرياضة التونسي “لا نستطيع القول بأن هناك أزمة في كرة القدم فبالنسبة لنا المنتخب الوطني التونسي هو الأهم وهو قام بواجبه فعليا في تصفيات كأس العالم الماضية وفي كأس العالم ذاتها قدموا أداء مميزا، وإن تحدثنا عن وجود أزمة فهي ظرفية ولكن على المستوى الهيكلي لا يمكن أن نتحدث عن وجود أزمة فعلية أو دائمة.
وأكد دقيش، أن معظم أزمات الرياضة في تونس ظاهرية لان النتائج التي حققتها تونس في الأونة الأخيرة حطمت من خلالها كل الأرقام القياسية على مستوى تاريخ الرياضة في تونس، فهناك خليل جاندومي في التايكوندو والمصنف الأول عالميا، وأنس جابر الرابعة عالميا في التنس .. بالإضافة إلى ما لم يحدث من قبل في كرة السلة وهو الوصول لمنصات التتويج الأفريقية في العديد من المحافل .. ففي خلال السنوات الأربعة الماضية كرة السلة واليد حققت العديد من الألقاب على مستوى المنتخبات والأندية، وهو حلم كان بعيد المنال ولكن تحقق.
وحول خطة الوزارة لمواجهة ظاهرة العنف الرياضي داخل الملاعب .. أكد وزير الشباب والرياضة التونسي كمال دقيش، أن الحد من ظاهرة العنف داخل الملاعب يجل الا يكون في إطار أمني فقط بل في إطار من المشاركة بين كل المتداخلين في الشأن الرياضي، مشيرا إلى أنه سيتم عقد ندوة وطنية حول العنف في الملاعب بحضور كل الأطراف المعنية استعدادا للموسم الرياضي القادم.
وأشار دقيش، إلى أنه يتم العمل في الإطار ذاته على وضع مقاربة هيكلية تشريعية جديدة ممثلة في تنقيح قانون بهذا الشأن يشمل رؤية جديدة للرهان الرياضي والتحكيم وتجريم التلاعب بالنتائج الرياضية وغيرها من المسائل تجنبا لأية تجاوزات من شأنها ان تساهم في تنامي أحداث العنف بالملاعب.
وأكد الوزير التونسي ضرورة بذل المزيد من الجهود للقضاء على كل أشكال العنف داخل الفضاءات الرياضية.. مشدّدا على أنّ تنامي هذه الظاهرة أصبح يهدّد مواصلة سير المسابقات خاصة مع اقتراب الموسم الرياضي من نهايته، وما يحمله من رهانات حاسمة في الصعود والنزول والتتويج.
وأوصى كمال دقيش، بضرورة تدارس كل السبل والإمكانيات المتاحة للحد من ظاهرة العنف اللفظي والمادي لإعطاء صورة إيجابية عن المشهد الرياضي وطنيا ودوليا والابتعاد عن كل مظاهر التعصّب والحد من السلوكيات غير الحضارية داخل الفضاءات الرياضية والتحلي قدر الإمكان بالروح الرياضية والالتزام بروح المسؤولية، والحفاظ على المنشآت والتجهيزات الرياضية التي هي ملك المجموعة الوطنية.